قَطَعت اسرائيل طريقَ حلِّ الدولتين من مَفارِقِ رام الله , وأَحبَطَت زيارةَ الوفدِ الوَزاريِّ العربي الى الضِفة للاجتماع بالسلطةِ الفلسطينية وبحثِ المخططِ التوجيهي للدولةِ الفلسطينية الذي ستَتِمُّ هندستُه في اجتماع نيويورك منتصَفَ حُزيران// رَفضت اسرائيل مجردَ الزيارة واعتَبرتها استفزازاً وترويجاً لاقامةِ دولةٍ إرهابية على حدِّ وصفِها، وقالت إنها لن تتعاونَ معَ مثلِ هذه التحركاتِ التي تهدِفُ إلى الإضرارِ بها وبأمنها/ وفي مقابل نزعِ اسرائيل الصفةَ عن الدولة المنشودة، يندفعُ الأوروبيون الى مؤتمر نيويورك بالتزامُنِ ايضاً مع بَدءِ دولٍ اوروبية عديدة في ترسيم حدودِها التجارية مع تل ابيب، وهي الخُطوةُ التي من شأنها ان تَفرِضَ على اسرائيل طوقاً اقتصادياً اذا ما تم تفعيلُها/ والسعودية راعيةُ مؤتمرِ نيويورك يَمَّمَت وجهَها شطرَ دمشق وصَلَّت في الجامع الأُمَوي على دُعاءِ حلِّ الدولتين والحلولِ العينية للأزَماتِ السورية وبينها في قطاعاتِ الطاقةِ والنقلِ والزراعةِ والسياحة/ على انْ يتابِعَ الوفدُ الوَزاريُّ العربي جولاتِه التي تقودُه الليلةَ الى الاردن/ وقال بيانٌ صادر عن الخارجيةِ الاردنية في موقفٍ عربيٍّ مشترك إنَّ قرارَ إسرائيل منعَ زيارةِ الوفد إلى رام الله ولقاءِ الرئيس محمود عباس رئيسِ دولةِ فلسطين والمسؤولينَ الفلسطينيين، يمثّلُ خرقاً فاضحاً لالتزاماتِ إسرائيل بصفتِها القوةَ القائمةَ بالاحتلال، ويعكِسُ حجمَ غطرسةِ الحكومةِ الإسرائيلية، وعدمِ اكتراثِها بالقانونِ الدولي/ هذه الأوصافُ تُطَبقُها اسرائيل في غزةَ والضِفةِ يومياً مضافاً اليها ارتكابُ جرائمِ الحرب ورفضُ كلِّ المقترحاتِ لوقفِ اطلاقِ النار، وإنْ جاءت بوَساطةٍ اميركية . وفي الساعات الاخيرة قادَ التفاوضُ بين اميركا وحماس الى الموافقةِ الفلسطينية على مقترحِ المبعوث الاميركي ستيف وتيكوف/ واعلنت حماس أنها سَلَّمت ردَّها على مقترح ويتكوف وأنه سيتمُّ إطلاقُ سًراحِ عشَرَةٍ من أسرى الاحتلالِ الأحياء لدى المقاومة، إضافةً إلى تسليمِ ثمانيةَ عشَرَ جثماناً، مقابلَ عددٍ يُتفقُ عليه من الأسرى الفلسطينيين/ وينصُّ المقترحُ على وقف إطلاق النار لمدة 60 يوما، يضمَنُ خلالها الرئيس دونالد ترامب التزامَ إسرائيل بوقفِ القتال/ كما يقضي الاتفاقُ بإدخالِ المساعداتِ الإنسانية إلى غزةَ فوراً وتوزيعِها عبر قنواتٍ متَّفق عليها، بما في ذلك الأممُ المتحدة/ غير انَّ تل ابيب يبدو انها ستعرقِلُ هذا الاتفاق معتبرة ان ما قدَّمته حماس كان سلبياً وانَّ الحركةَ صاغت مقترحا جديدا ونَسَفت ذلك العائدَ لويتكوف/ ولعلَّ القارئَ اللاقطَ لهذا المشهدِ هو الزعيمُ الدرزي وليد جنبلاط عندما قال اليومَ: كفى اوهاماً حول امكانيةِ وقفِ إطلاق النار في غزة/ فالمُخطَّطُ الإسرائيلي يقومُ على التدمير الكاملِ للقطاع، معَ إقامةِ معسكرِ اعتقالٍ شبيهٍ بالمُعتَقلاتِ النازيَّة، حيث يُعامَلُ الإنسانُ كرقمٍ، تمهيدًا للتهجيرِ أو الإبادة// وبالهِجرةِ الطويلة منذ تهجيرِ الفلسطينيين تَخضعُ المخيماتُ في لبنان الشهرَ الطالع الى اختبارِ السلاح بَدءاً من مخيماتِ العاصمة بيروت/ واليومَ رَصَد رئيسُ حزب القوات سمير جعجع مصيدةً لمِحور الممانعة وضَبَطَه بجُرم تحريضِ بعضِ الفصائلِ الفلسطينيّة على عدمِ القَبولِ بأيِّ شكلٍ من الأشكالِ بتسليم سلاحِها، وقال: إنهم يجولونَ على بعضِ المسؤولين من سياسيّين وأمنيّين بهدف الضّغطِ عليهم وتحذيرِهم من مغبّة البَدءِ بسحبِ السّلاح الفلسطيني/ اما في سلاح حزب الله.. وعلى شعار البطريرك صفير "لقد قُلنا ما قُلناه"، فإنَّ الحزبَ اعلن انْ ليس لدينا شيءٌ لنُعطِيَهُ لأحدٍ لا في الجنوب ولا خارجَه ولا في ايِّ منطقةٍ لانَّ ما لدينا قَدَّمْنَاه.